تستعد وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) لأول رحلة تجريبية لطائرتها الكهربائية بالكامل (إكس-57)، لتكون بذلك أول طائرة كهربائية تعمل ببطاريات الليثيوم أيون التي قد تجدها في جهاز حاسبك المحمول عوضًا عن بنزين الطائرات.
وأطلقت ناسا مشروع نموذج الطيران (إكس-57) عام 2016 بهدف استكشاف الدفع الكهربائي بالكامل على أمل تطوير طائرات أكثر كفاءة على أن تكون صديقة للبيئة، حسبما نقلت مواقع أمريكية وبريطانية.
ويُشكل الطيران حوالي 2% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، وفقًا لمنظمة الطيران المدني الدولي. وتشير وكالة ناسا إلى أنه على عكس بنزين السيارات لا يزال بنزين الطائرات يحتوي على الرصاص وإن كان بمستويات منخفضة، وهو سبب رئيس للتلوث بالرصاص في البيئة.
ومن المتوقع أن تقوم الطائرة إكس-57 بأول رحلة تجريبية لها في وقت ما من يوليو/تموز القادم. وطورّت وكالة ناسا تقنيات جديدة في الطائرة، لكي تطير على ارتفاع أعلى أو أسرع كما أنها تحلّق بهدوء أكثر وفعالية من الطائرات التقليدية.
واعتمدت وكالة الفضاء الدولية على طائرة (تكنام بي2006 تي) المتاحة تجاريًا، وهي طائرة إيطالية الصنع ثنائية المحرك، ثم بدأت في إجراء تعديلات عليها. وأضاف الخبراء أن في طائرة (ناسا) محركين كهربائيين بقدرة 60 كيلووات يقودان مراوح قطرها 5 أقدام مثبتة بالقرب من أطراف الجناح.
وأعادت ناسا تشكيل أجنحة إكس-57 لتصير 42% فقط من حجمها السابق، وهو تصميم قالت وكالة الفضاء إنه يقلل السحب لجعل الرحلة أكثر كفاءة.
وتعمل المحركات الكهربائية وإلكترونيات الطيران بوساطة عبوتين من بطاريات الليثيوم أيون بسعة 400 رطل مثبتة في مقصورة الطائرة، والتي توفر مجتمعة طاقة قدرها 23 كيلوواط/ساعة.
وقضت ناسا الكثير من الوقت والجهد للتأكد من عدم ارتفاع درجة حراة البطاريات ما قد يؤدي إلى اشتعالها.
وتمكنت الطائرة إكس-57 من إظهار قدرة طيران كهربائية بالكامل فوق صحراء كاليفورنيا قرب مركز أرمسترونج لأبحاث الطيران التابع لناسا، ما يمهد الطريق لطائرات إلكترونية أكثر كفاءة بنسبة 40% من تلك التي تطير اليوم.
وفي غياب محركات الاحتراق، يمكن أن تكون هذه الرحلات أكثر هدوءًا لكنها ليست صامتة، لأن المراوح الكهربائية تُحدث بعض الضوضاء.