يشهد السوق الأردني للسيارات في عام 2025 تحوّلاً ملحوظًا، يتمثل في انخفاض واضح في عدد المركبات الكهربائية (EV) المستلمة، مقابل ارتفاع ملحوظ في واردات ومبيعات السيارات الهجينة. ويُعزى هذا التحول بشكل رئيسي إلى التغييرات التنظيمية الأخيرة، وخاصة فرض ضريبة تصاعدية على المركبات الكهربائية في نهاية عام 2024، والتي أثّرت بشكل كبير على سلوك المستهلكين وديناميكيات السوق.
انخفاض في مبيعات المركبات الكهربائية
شهدت المركبات الكهربائية في الأردن انخفاضًا حادًا في الربع الأول من عام 2025 بنسبة تزيد عن 49%، حيث تم تخليص 6,426 وحدة فقط مقارنة بـ 12,617 وحدة في نفس الفترة من عام 2024. وبالمثل، انخفضت مبيعات المركبات الكهربائية خلال النصف الأول من العام بنسبة 17%، لتصل إلى 18,816 وحدة مقارنة بـ 22,604 وحدة في عام 2024. ويعود هذا التراجع بشكل أساسي إلى الضريبة التصاعدية المفروضة على المركبات الكهربائية، والتي جعلت تكاليف اقتنائها أعلى، مما أدى إلى انخفاض الطلب وانعكس ذلك على أرقام التخليص.
ارتفاع واردات ومبيعات السيارات الهجينة
في المقابل، تشهد السيارات الهجينة تزايدًا في شعبيتها في السوق الأردني. فقد ارتفعت مبيعات السيارات الهجينة بنسبة 28% في الربع الأول من عام 2025، لتصل إلى 3,249 وحدة مقارنة بـ 2,540 وحدة في نفس الفترة من عام 2024. وبحلول النصف الأول من عام 2025، ارتفعت واردات السيارات الهجينة بنسبة 31% لتصل إلى 6,834 وحدة مقارنة بـ 5,197 وحدة في نفس الفترة من العام الماضي. ويعكس هذا النمو تحولًا في تفضيلات المستهلكين نحو السيارات الهجينة التي توفر توازنًا بين كفاءة الوقود وتكاليف الشراء الأقل مقارنة بالمركبات الكهربائية بالكامل.
الاتجاه العام لمبيعات السيارات
شهدت حركة التخليص الكلية للسيارات من منطقة الزرقاء الحرة انخفاضًا بنسبة 34% في الربع الأول من عام 2025 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، حيث تم تخليص نحو 12,000 سيارة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025، مقارنة بحوالي 18,000 سيارة في الفترة نفسها من عام 2024. ويعكس هذا الانخفاض تغيرات أوسع في طلب المستهلكين وتأثير التدابير التنظيمية والضريبية الأخيرة، خصوصًا على المركبات الكهربائية. كما يشير التراجع العام في السوق إلى أن رغم نمو السيارات الهجينة، فإن السوق الكلي يواجه تحديات نتيجة لتغير تفضيلات المستهلكين والعوامل الاقتصادية.
الأثر المتوقع على سوق السيارات
تُظهر ديناميكيات السوق الحالية في الأردن أهمية تبني سياسات متوازنة ومستقبلية تأخذ بعين الاعتبار الأثر الاقتصادي للضرائب على التقنيات الناشئة. فبينما تُعدّ نية الحكومة في تعزيز النقل المستدام خطوة إيجابية، فإن العبء الضريبي الكبير على المركبات الكهربائية أدى بشكل غير مقصود إلى إعاقة انتشارها. وعلى العكس، يشير نمو واردات ومبيعات السيارات الهجينة إلى تفضيل المستهلكين للسيارات التي توفر توازنًا بين الفوائد البيئية والجدوى الاقتصادية. ويقترح هذا الاتجاه أن اتباع نهج أكثر دقة، يشمل الحوافز لكل من السيارات الكهربائية والهجينة، قد يتماشى بشكل أفضل مع تفضيلات المستهلكين ويعزز سوق السيارات المستدامة في الأردن.
