أسس المبرمجان الأمريكيان جي. سي. باتلر وسيم واتلي موقع دوبيزل في دبي عام 2005 كمنصة مجانية للإعلانات المبوبة على الإنترنت. نمت المنصة بسرعة فائقة وأصبحت أكبر موقع للإعلانات المبوبة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا . في 2013 استحوذت مجموعة الاستثمار الجنوب أفريقية نبييرز (من خلال «OLX Group») على 51% من دوبيزل بقيمة 120 مليون دولار ، ثم استحوذت بالكامل على حصته المتبقية بـ190 مليون دولار في 2018 . اليوم يعمل ضمن «مجموعة دوبيزل» نحو 2,400 موظف في عشرة دول ، ويقدم الموقع خدماته عبر فروع في الإمارات والسعودية ومصر وعمان والبحرين وقطر والكويت والأردن . وفقاً للمجموعة نفسها، يزور مواقعها الرقمية أكثر من 47 مليون مرة شهرياً، ويحظى بأكثر من 15 مليون مستخدم نشط . وباحتفالها بالثقـة والأمان، أعلنت دوبيزل في مايو 2025 أنها تجاوزت 500 ألف مستخدم موثّق ، مؤكدة أنها الأضخم والأكثر ثقة بين منصات الإعلانات الإلكترونية في المنطقة .

تأثير دوبيزل على سلوك المستخدم

أحدثت دوبيزل تغييراً جذرياً في أسلوب بحث المستخدمين عن الخدمات والسلع. لم يعد الكثيرون يعتمدون على الصحف الورقية ولا ينتظرون المعارض الدورية؛ بل تحول بحثهم إلى الإنترنت حيث التصفية الذكية والتحديث المستمر. فبدلاً من تقليب صفحات الصحف، يمكن للمستخدم تصفح آلاف الإعلانات وتنقيح النتائج حسب نوع العقار أو السيارة أو الوظيفة أو السلعة وسعرها وموقعها، والحصول على نتائج فورية . ولهذا أصبحت تجربة البحث أسرع وأكثر فعالية. على سبيل المثال، ينفرد دوبيزل بإمكانية البحث التفاعلي عبر الخرائط لتحديد الحي والسعر ومتطلبات أخرى للعقارات المستأجرة أو المعروضة للبيع . في سوق السيارات، يتيح الموقع عرضاً شاملاً لآلاف السيارات المستعملة والجديدة مع إمكانية فرزها حسب الماركة والعام ونوع الوقود، والتواصل المباشر مع البائعين عبر رسائل فورية أو اتصالات .

كما عزز دوبيزل عنصر الثقة والأمان للمستخدمين، فقد أدخل نظام التوثيق لضمان مصداقية البائعين والمشترين، خاصة في فئات العقارات والسيارات والوظائف . وبحسب تقديرات متخصصة، تحول البحث عن العقارات من الإجراءات التقليدية إلى مجرد نقرة على الهاتف الذكي، حيث يحصل المستخدمون على معلومات محدثة (أسعار، صور، تقييمات) دون الحاجة لوسيط .  وتحولت وظائف دوبيزل إلى سوق كبيرة لفرص العمل، إذ يُعلن فيها الأفراد والشركات عن آلاف الوظائف (دوام كامل أو جزئي) في مختلف القطاعات، مما مكّن الباحثين عن العمل من تصفح الفرص بسهولة. وبالمثل، شهدت الأسواق الأخرى (الإلكترونيات، الأثاث، الملابس المستعملة، الخ) إقبالاً من المستخدمين الذين يجدون ضالتهم عبر المنصة بدلاً من الطرق التقليدية .

منصة دوبيزل: نشأة وتطور

المنافسون المحليون والإقليميون

في ظل ريادتها، تواجه دوبيزل منافسة من عدة منصات إعلانية إقليمية ومحلية. «السوق المفتوح» (OpenSooq) هو أحد أبرز المنافسين؛ فقد انطلق من الأردن وانتشر في دول متعددة، ويُعد أكبر موقع تصنيف مبوب للهاتف المحمول في المنطقة. يصرح مديره التنفيذي أن المنصة تحظى بنحو ملياري مشاهدة شهرية و100 مليون مستخدم فريد سنوياً في أسواق عدة . في عام 2020 كان OpenSooq هو الأول في الأردن والعراق والكويت وغيرها، وكذلك الثاني في السعودية للمبيعات المبوبة العامة . أما «حراج» السعودي فيعتبر المنصة الأكثر شعبية في السعودية، حيث يتجاوز عدد زواره 50 مليون شهرياً ، وتُنشر عليه أكثر من 50 ألف إعلان جديد يومياً في جميع الفئات. ويتميز «حراج» بواجهته العربية بالكامل وسهولة استخدامه، مما جعل السعوديين يفضلونه في بيع وشراء السيارات والعقارات والأجهزة والإعلانات المبوبة عامة .

  • السوق المفتوح (OpenSooq): منصة أردنية واسعة الانتشار في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تستقطب مليارات المشاهدات وتقدم تصنيفات مماثلة لدوبيزل عبر تطبيقات الهاتف .
  • حراج: المنصة السعودية الرائدة للإعلانات المبوبة باللغة العربية، حيث يزيد زوارها الشهريون عن 50 مليون . تعتمد على اللغة المحلية بشكل كامل وتوفر تصفية متقدمة لكل فئة إعلانية، مما يجعلها مفضلة لدى المستخدمين السعوديين.

بالإضافة إلى ذلك، توجد مواقع متخصصة أخرى (مثل «يلا موتور» للسيارات و**«بيوت»** للعقارات كمنصة فرعية في باقة دوبيزل) تلبي احتياجات محددة، لكنها تبقى أصغر تأثيراً مقارنة بالمنصتين الرئيسيتين الرأسيَّتين.

التأثير على نماذج الأعمال التقليدية

تجتاح المنصات الرقمية مثل دوبيزل قطاع الإعلانات المبوبة التقليدية، مما ضاعف الضغوط على نماذج الأعمال القديمة. فوفق تقرير لـArabian Business توقف نمو إعلانات الصحف المبوبة وطرأ عليها انخفاض حاد بنسبة تتراوح بين 20-30% في حجم الإيرادات والإعلانات خلال عام واحد . وقد أعلنت صحف إماراتية كبرى مثل «الخليج تايمز» و«جلف نيوز» التخلي عن إصدارات نهاية الأسبوع في 2023، مشيرة إلى تضاؤل عائدات الإعلانات الورقية بسبب انتقال الجمهور إلى الإنترنت . وبالمثل، فقد اقتصرت أهميتها على الفترات الأولى، إذ بات معظم مزودي العقارات والسيارات يفضلون عرض بضائعهم على دوبيزل بدلاً من الاعتماد على المعارض التقليدية أو المجلات الأسبوعية. بعبارة أخرى، أحدثت منصات الإعلانات الإلكترونية حالة من التحوّل أدت إلى تلاشي نموذج صحيفة الإعلانات المبوبة وزادت من الاعتماد على التجارة الإلكترونية في الخليج والمنطقة ككل .

منصة دوبيزل: نشأة وتطور

التوجهات المستقبلية والتوسع في الخليج

تتجه دوبيزل نحو تعزيز تقنياتها وتوسيع نطاقها في المستقبل القريب، خاصة داخل الخليج. فقد أطلقت المنصة حديثاً ميزة «بيع بالذكاء الاصطناعي»، التي تتيح للمستخدم رفع صورة السلعة فتقوم خوارزميات ذكية باقتراح الفئة والسعر المناسب للإعلان . وتعكس هذه الخطوة تحول دوبيزل من مجرد موقع إعلانات إلى بنية تحتية رقمية متكاملة تدعم كامل رحلة المستخدم من الاكتشاف إلى إتمام الصفقة . ومن المتوقع أن تعزز أيضاً أدوات تحليل البيانات للقطاع العقاري (كما حدث باستحواذها على شركة Property Monitor) لتقديم تقديرات فورية للمتعاملين.

على صعيد النمو الجغرافي، تواصل دوبيزل تعزيز مواقعها في دول الخليج الكبرى؛ فالمجموعة أصبحت تحتل الصدارة في الإمارات والسعودية ومصر . وبات السعوديون مستخدمين نشطين عبر مواقع المجموعة («دوبيزل السعودية» و«بايت السعودية» على سبيل المثال)، وتهيمن دوبيزل على جزء متنامٍ من سوق العقارات والتجارة الإلكترونية في المملكة. وتدعم بيئة التحول الرقمي في السعودية هذا التوسع: فقد أظهرت بيانات حكومية أن عدد مستخدمي التجارة الإلكترونية في السعودية قد يصل إلى 34.5 مليون مستخدم بحلول 2025 مع نمو اختراق الإنترنت إلى نحو 75% ، مما يفتح آفاقاً جديدة لمنصات مثل دوبيزل لاستقطاب شرائح أكبر من المتسوقين.

بشكل عام، يتوقع الخبراء أن يستمر نمو قطاع الإعلانات المبوبة الإلكترونية في المنطقة، مع تزايد دمج التكنولوجيا والخدمات الملحقة. دلالة على ذلك، يرى قياديون في دوبيزل أنها تسعى لأن تكون أكثر من مجرد سوق؛ فهي تسعى لأن تقدم خدمات متكاملة (تدريب عقاري، أدوات تقدير ذكية، حلول دفع إلكتروني، إلخ) تتوافق مع احتياجات المستخدمين والسوق المستقبلية . هذه التوجهات تشير إلى أن دوبيزل، بفضل تقنياتها ومستثمرها الأجنبي، في وضع جيد لتوسيع أعمالها في الخليج وتعميق التأثير على تجارة الإعلانات الإلكترونية في المستقبل

هيونداي باليسيد 2025 الجديدة كلياً

الموسومة في: