في عام 2025، كشفت شركة رولكس (Rolex) عن ساعة جديدة كليًا ضمن مجموعتها أطلقت عليها اسم “لاند-دويلر (Land-Dweller)”، وهي أول خط إنتاج جديد تمامًا من رولكس منذ سنوات عديدة . تتميز هذه الساعة بطابع تصميمي جريء وتقنيات حديثة متقدمة، مما يجعلها تمثل فصلًا جديدًا في تاريخ رولكس وتجسد خلاصة خبرات العلامة على مدار قرن من صناعة الساعات . تأتي لاند-دويلر بقياسين (36 مم و40 مم) وتم تصميمها لتقديم أداء فائق في مختلف الظروف، مدعومة بـ32 براءة اختراع مرتبطة بها (منها 16 براءة تختص بالحركة الميكانيكية وحدها) . وقد أثارت هذه الساعة فور صدورها اهتمامًا واسعًا بين محبي الساعات الفاخرة، نظرًا لكونها خطوة غير معتادة من رولكس المحافظة تقليديًا، حيث تمثل خروجًا لافتًا عن نهجها المألوف .
تاريخ الإصدار والطرح الرسمي
أُزيح الستار رسميًا عن رولكس لاند-دويلر في معرض واتشز أند وندرز 2025 (Watches & Wonders 2025) بمدينة جنيف في شهر أبريل 2025 . وجاء الكشف عنها بعد حملة تمهيدية غير اعتيادية من رولكس شملت تسجيل علامة “Land-Dweller” التجارية وتسريبات وصور تشويقية قبل الإطلاق – وهو نهج مغاير لأسلوب رولكس التقليدي الذي يتسم بالتكتم. ولقد اعتُبر طرح اللاند-دويلر حدثًا بارزًا في عالم الساعات لعام 2025، حيث وصفه الخبراء بأنه كان الأكثر ترقبًا وتجربة ضمن معروضات رولكس في ذلك العام . تجدر الإشارة إلى أن تطوير هذه الساعة استغرق نحو خمس سنوات ضمن أروقة رولكس، حيث بدأت الفكرة عام 2019 بتوجيهات من إدارة الشركة لتصميم نموذج جديد يجسد روح رولكس المستقبلية . وقد استلهم فريق التطوير بعض العناصر التصميمية من ساعات رولكس الكلاسيكية في أواخر الستينيات والسبعينيات (مثل طراز Oysterquartz 1969 وهيكل Datejust 1974 ذي السوار المدمج) دون أن تكون الساعة مجرد إعادة إحياء لتصميم قديم .
التصميم الخارجي والمواد
يجمع تصميم رولكس لاند-دويلر بين لمسات عريقة وأخرى عصرية جريئة. فهي أول ساعة من رولكس بعلبة وسوار مُدمجَيْن بالكامل، أي أن السوار يتصل مباشرة بهيكل الساعة دون وجود العروات التقليدية البارزة . ابتكرت رولكس من أجلها سوارًا معدنيًا جديدًا أطلقت عليه اسم “Jubilee المسطّح (Flat Jubilee)”، وهو تطوير لسوار Jubilee الكلاسيكي ذي الروابط الخمسة الذي ظهر لأول مرة عام 1945 . في السوار الجديد، أصبحت جميع الوصلات مسطّحة بدلًا من نصف دائرية، مع بقاء التكوين العام المؤلف من ثلاث حلقات وسطى ضيقة محاطة بحلقتين جانبيتين أعرض كما هو . الحلقات الوسطى في الـFlat Jubilee مصقولة ومرتفعة قليلًا عن الحلقات الخارجية التي تحمل تشطيبًا ساتانيًا (غير لامع) من الأعلى مع حافة مصقولة لامعة . ويلتقي السوار بالعلبة بانسيابية تامة دون فجوات، وقد تطلّب تحقيق هذا الاندماج تصميم نظام تثبيت جديد حاصل على براءة اختراع لضمان اتصال متين وسلس بين السوار وعلبة أويستر (Oyster) الخاصة بالساعة . أضافت رولكس أيضًا أنابيب دقيقة من السيراميك داخل نقاط اتصال السوار بالعلبة لمنع التآكل المبكر، وهي تقنية تُستخدم لأول مرة هنا . السوار مزوّد بقفل مخفي من نوع Crownclasp ما يمنح إطلالة متجانسة وأنيقة، خاصة مع عدم ظهور مشبك الإبزيم المعتاد .
تميزت علبة الساعة نفسها بتصميم معاد صياغته خصيصًا لهذا الطراز. جاءت العلبة بشكل أكثر زاوية وجرأة مقارنة بمعظم ساعات رولكس الحالية ، مع جوانب منحنية ومصقولة وشطب (حواف مائلة) مصقول يحيط بأعلى حواف العلبة لإبراز التفاصيل. تجمع العلبة بين الأسطح اللامعة والتشطيب الساتاني التقني بطريقة متناسقة تبرز جمال الشكل والحجم . وعلى غير المعتاد في ساعات رولكس الرياضية، زُوِّدت اللاند-دويلر بغطاء خلفي شفاف من الياقوت يتيح رؤية أجزاء الحركة الميكانيكية المزخرفة في الداخل – وهي ميزة قلّما توفرها رولكس في ساعاتها (ظهرت لأول مرة في طراز 1908 عام 2023). أما الإطار (الحافة المحيطة بالوجه) فجاء مخدَّدًا (Fluted bezel) بتصميم خاص أوسع أخاديد من أطر رولكس التقليدية، مما يمنحه مظهرًا معاصرًا وأكثر جرأة . في الإصدارات الذهبية، يتوفر الإطار أيضًا مرصعًا بالألماس المقطوع بشكل شبه منحرف لإضفاء لمسة فاخرة . وبالرغم من طبيعة الساعة الموجهة لليابسة، إلا أن علبة Oyster تضمن مقاومة للماء حتى عمق 100 متر (330 قدم) ، أي كافية تمامًا للاستعمال اليومي ومقاومة ظروف الرطوبة، وإن كانت أقل من عمق المقاومة في ساعات رولكس المخصصة للغوص.
تتفرد ساعة لاند-دويلر أيضًا بمينا (قرص ساعة) مميز بنقش “خلية النحل” ثلاثي الأبعاد. يظهر النقش على شكل خلايا سداسية متراصة تم تشكيلها بتقنية حفر بالليزر فائق الدقة (فيمتو-ليزر) مع تشطيب ساتاني ناعم للخلفية البيضاء، مما يخلق تأثيرًا بصريًا راقيًا . الرقمين 6 و9 على المينا استوحي تصميمهما المفتوح من أرقام بعض طرازات رولكس الكلاسيكية (مثل Explorer وAir-King) ولكنهما هنا مجوّفين من الداخل لإضفاء طابع عصري . تتكون علامات الساعات الباقية من مؤشرات مطلية بمادة مضيئة تمتد على كامل طول المؤشر (وليست مجرد نقطة مركزية)، وهذه المادة luminescent جديدة طوّرتها رولكس بحيث تكون أشد صلابة مع الحفاظ على نفس الأداء الضوئي واللون . وقد سجّلت رولكس براءة اختراع لعملية تصنيع هذه المؤشرات المضيئة الجديدة . العقارب كذلك صُممت خصيصًا لهذا الموديل بشكل مستقيم تمامًا (دون تضييق أو انحناء في الأطراف)، مع طلاء عقربَي الساعات والدقائق بمادة مضيئة مطابقة لتلك على الأرقام المفتوحة . أما عقرب الثواني فهو مميز بثقل (ثقل موازن خلفي) على شكل خلية سداسية صغيرة، انسجامًا مع نمط قرص العسل على المينا . المينا محاط بحلقة داخلية مائلة (تسمى الـ”فلانج” أو Chapter Ring) مطبوع عليها تدريج الدقائق، وتميزت بأنها تحمل علامات دقيقة لفواصل نصف الثانية، وذلك لاستغلال دقة الحركة العالية (كما سيأتي شرحها) . تتوفر المينا بلونين أساسيين مع إطلاق الساعة: الأبيض الكثيف (في نسخ الفولاذ/ذهب الأبيض) مع تشطيب ساتاني، والأزرق الثلجي (في نسخة البلاتين) مع تشطيب أشعة الشمس الدائري، علمًا بأن اللون الأزرق الثلجي مخصص تقليديًا لطرازات رولكس البلاتينية الراقية .
من حيث المواد المستخدمة وهيئات الإصدار، قدمت رولكس ثلاثة إصدارات فاخرة عند إطلاق لاند-دويلر تلائم أذواقًا مختلفة. الإصدار الأول “وايت روليسور (White Rolesor)” وهو مزيج من فولاذ أويسترستيل (Oystersteel) المقاوم للصدأ مع ذهب أبيض (حيث الإطار من الذهب الأبيض والهيكل والسوار من الفولاذ) . يأتي هذا الإصدار بقطر 40 مم مع مينا بيضاء ذات نقش خلية النحل ومؤشرات وعقارب من الذهب الأبيض، ويُزوّد بعدسة مكبرة (Cyclops) فوق خانة التاريخ مثل معظم ساعات رولكس ذات التقويم. الإصدار الثاني بقياس 36 مم مصنوع بالكامل من ذهب إيفروز (Everose) عيار 18 قيراط (وهو سبائك الذهب الوردي الخاصة برولكس) ويزدان بترصيع ماسي فاخر، حيث يحتوي المينا على 10 علامات ساعات من الألماس قطع باغيت، بالإضافة إلى إطار خارجي مرصّع بـ44 ماسة بشكل شبه منحرف . أما الإصدار الثالث فهو من البلاتين 950 بقياس 40 مم، مع إطار مخدد من البلاتين ومينا باللون الأزرق الثلجي (المميّز لساعات رولكس البلاتينية) مزدان أيضًا بنقش خلية النحل . تجدر الإشارة إلى أن استخدام البلاتين في ساعة رياضية مدمجة التصميم يؤكد الطابع الفاخر جدًا لهذا الطراز، كما أن رولكس اختارت إصدار الذهب الوردي المرصع لجمهور يبحث عن الفخامة البارزة، بينما يمثل إصدار الRolesor مزيجًا بين العملية والفخامة لمحبي الفولاذ مع لمسة ذهبية راقية.
المواصفات التقنية والحركة الميكانيكية
لم تكتف رولكس في ساعة لاند-دويلر بالتجديد الشكلي فحسب، بل قدمت أيضًا قلبًا ميكانيكيًا جديدًا تمامًا. تحتوي الساعة على عيار (حركة) رولكس 7135 أوتوماتيكي حديث تم تطويره وتصنيعه بالكامل داخل رولكس عام 2025 . هذا العيار يُعد تطورًا عن عيار 7140 الذي استُخدم لأول مرة في طراز رولكس 1908 سنة 2023 ، ولكنه يتميز بقفزة تقنية كبيرة: إذ ينبض على تردد 5 هرتز، أي ما يعادل 36,000 ذبذبة في الساعة . بالمقارنة مع أغلب حركات رولكس الأخرى (التي تعمل عند 4 هرتز أو 28,800 ذبذبة/ساعة)، يتيح هذا التردد الأعلى قدرة على قياس الوقت بدقة أعلى تصل إلى عُشر الثانية. ورغم ارتفاع التردد، صُمم العيار 7135 بحيث يكون أنحف من معظم حركات رولكس السابقة ويوفر احتياطي طاقة يقارب 66 ساعة – وهو زمن تشغيل ممتاز يقترب مما توفره حركات رولكس الأحدث ذات التردد المنخفض . وكجميع حركات رولكس الحديثة، يتمتع هذا العيار بدقة كرونومتر فائقة ضمن معيار “+2/-2” ثانية في اليوم بعد تركيب الساعة، وحاصل على شهادة Superlative Chronometer الخاصة برولكس (بعد اجتياز اختبارات COSC ثم فحص رولكس الداخلي للدقة والأداء).
أهم ما يميز عيار 7135 هو نظام ضبط الإيقاع الجديد كليًا المبتكر من رولكس. تضم الحركة آلية انفلات (Escapement) ثورية أطلقت عليها رولكس اسم “داينابَلس (Dynapulse)” . مهمة هذا الجزء في أية ساعة ميكانيكية هي تنظيم تدفق الطاقة من النابض (المخزن للطاقة) إلى عجلة التوازن (oscillator) التي تتحكم في نبضات الوقت. منذ حوالي 270 عامًا يُستخدم ما يسمى “ميزان الساعة ذو العتلة السويسرية” (Swiss lever escapement) في أغلب الساعات الميكانيكية ، والذي يعتمد على شوكة ثنائية الأسنان تتأرجح لتضبط مرور أسنان عجلة هروب واحدة. هذا التصميم التاريخي فعال ولكنه ينتج احتكاكًا عالٍ بسبب الانزلاق المستمر للشوكة على أسنان العجلة ملايين المرات سنويًا، مما يؤدي لتآكل مكونات الميزان بمرور الوقت . جاء ابتكار رولكس داينابَلس لحل هذه المشكلة عبر إعادة هندسة كامل آلية الانفلات. في النظام الجديد، توجد عجلتا انفلات (escapement wheels) تعملان معًا بصورة متتابعة، تدفعان بالتناوب شوكة ثنائية الأسنان (تؤدي وظيفة مماثلة للميزان التقليدي) التي تنقل الدفع إلى عجلة التوازن . هذا التصميم الثنائي يعني أن المكونات تتحرك بتدحرج وتناوب سلس بدل الحركة المنزلقة، مما يقلل الاحتكاك بشكل كبير . بالإضافة إلى ذلك، صُنعت عجلات الانفلات في نظام داينابَلس من مادة السيلكون المقاومة للمغناطيسية والتي تتمتع بصلابة عالية، ما يمنع تآكلها مع الزمن . يسمح هذا الابتكار بتشغيل الحركة بسرعة أعلى (وهذا ما يفسر التردد 5 هرتز) مع الحفاظ على كفاءة استخدام الطاقة بحيث لم يتأثر احتياطي الطاقة سلبًا مقارنة بالعيار 7140 السابق . وقد تقدمت رولكس بطلبات للحصول على 7 براءات اختراع تخص هذه الآلية وحدها نظرًا لتعقيد التصميم ودقة تصنيعه وابتكار عملية تزييت خاصة به لضمان سلاسة الحركة . وإلى جانب escapement الجديد، يحتوي العيار 7135 على نابض توازن ومحرك دقيق متطور (oscillator) يساهمان في ثبات الدقة، فضلاً عن دوار أوتوماتيكي (Perpetual rotor) منقوش ومفرّغ جزئيًا مصنوع من الذهب الأصفر الخالص لإعادة تعبئة طاقة النابض تلقائيًا مع حركة معصم مرتدي الساعة.
من الوظائف العملية التي تقدمها ساعة لاند-دويلر هي عرض التاريخ إلى جانب عقارب الساعات والدقائق والثواني . تقع نافذة التاريخ عند موضع الساعة 3 كما اعتدنا في العديد من طرازات رولكس، وتُعرض بوضوح تحت عدسة التكبير Cyclops على بلورة الياقوت. ورغم أن الساعة لا تحوي تعقيدات وظيفية إضافية مثل كرونوغراف أو منطقة زمنية مزدوجة، إلا أنها تركز على تقديم الوظيفة الأساسية (عرض الوقت والتاريخ) بأعلى قدر من الدقة والموثوقية وبأسلوب يجمع بين الأناقة والمتانة. وقد صُممت الساعة لتكون رفيقًا جديرًا بالثقة في جميع الظروف والاستخدامات اليومية، وهو ما تؤكده رولكس في وصفها لهذا الطراز بأنه “مصمم للرجال والنساء الراسخين على الأرض الذين يبنون قدرهم بأيديهم، ويرون الفرص في كل لحظة” . باختصار، تقوم وظيفة اللاند-دويلر الأساسية على تزويد المستخدم بقراءة دقيقة للوقت والتاريخ على陸 اليابسة مع تحمّل ظروف الاستخدام اليومي القاسية، مما يجعلها ساعة عملية فاخرة بامتياز.
ميزات فريدة وتموضع الساعة ضمن مجموعة رولكس
تتمتع رولكس لاند-دويلر بباقة من الميزات الفريدة التي تميزها عن بقية ساعات رولكس، وتجعلها خطوة رائدة تقنياً وتصميمياً في آنٍ معًا. أول ما يلفت الانتباه هو السوار المدمج مع علبة الساعة – فرولكس تقف بهذه الخطوة جنبًا إلى جنب مع علامات أخرى راقية تقدم ساعات ذات أساور مدمجة تعد رائجة اليوم (مثل أوديمار بيغه رويال أوك وباتيك فيليب نوتيلوس الشهيرة)، لكنها تقدم ذلك على طريقتها الخاصة . هذا التصميم يمنح اللاند-دويلر شخصية مختلفة تمامًا ضمن كتالوج رولكس الحالي، حيث اعتادت ساعات رولكس الرياضية على شكل العلبة التقليدي ذي العروات والسوار المنفصل. كذلك فإن اختيار رولكس لتشطيب الإطار المخدد بدلاً من الإطار الدوار المستخدم في ساعات الغوص يُبرز أن اللاند-دويلر ليست ساعة أداة (Tool Watch) مخصصة لمهمة رياضية معينة، بل ساعة أنيقة الاستخدام موجهة للمغامرين على اليابسة ومحبي الساعات التقنية المتطورة. أيضًا، يعد ظهر العلبة الشفاف نقلة نوعية لرولكس، مما يتيح لهواة الهندسة النظر مباشرة إلى عجلة الميزان وزخرفة الجسور والدوار الذهبي داخل الحركة – وهذا أمر غير معتاد في ساعات رولكس الرياضية التي طالما كانت خلفياتها مصمتة.
ومن الناحية التقنية، تعتبر آلية الداينابلس أبرز ما يميز هذه الساعة عن غيرها حتى ضمن عائلة رولكس. فرولكس لم تطور مجرد تعديل طفيف على ميزان الساعة التقليدي، بل قدمت نظامًا جديدًا بالكامل لقياس وتنظيم الوقت ، وهذا إنجاز نادر في صناعة الساعات الحديثة عمومًا. هذه الخطوة تضع رولكس في مصاف الشركات السباقة تقنيًا، إذ لم نشهد ابتكارًا مماثلًا من رولكس منذ تقديمها لميزان الـChronergy المحسن قبل سنوات قليلة . أيضًا تعمل الحركة بسرعة 5Hz العالية التي تفوق معظم حركات رولكس الأخرى (المزوّدة عادةً بـميزان 4Hz Chronergy التقليدي)، مما يجعل لاند-دويلر أدق من حيث قياس الثواني مقارنة بنماذج كسبمارينر أو جي إم تي ماستر الحالية. ومع أن بعض الساعات المنافسة (مثل Zenith وغيرها) استخدمت ترددات 5Hz أو أعلى من قبل، فإن رولكس عادةً ما كانت تفضل معاييرها المجربة؛ لذا يمثل تبنيها لهذه التقنية الجديدة دليلًا على روح الابتكار التي تنتهجها في هذا الطراز .
على صعيد التجربة البصرية والارتداء، دمجت رولكس في اللاند-دويلر عناصر من فئات متعددة. فهي ساعة مهنية/رياضية من ناحية المتانة والوضوح (بفضل مقاومة الماء الجيدة، المادة المضيئة القوية على المؤشرات، ودقة الحركة العالية)، لكنها أيضًا ساعة أناقة وفخامة من ناحية المواد الثمينة المستخدمة (ذهب وبلاتين وأحجار كريمة في بعض الإصدارات) والتشطيبات الراقية (الحواف المصقولة، نقش المينا المميز). هذا المزيج يجعلها تلائم محبي الساعات الراقية والمقتنين الذين يرغبون في ساعة فريدة تجمع بين الأداء الوظيفي والتألق الجمالي اليومي.
مقارنة مع ساعات رولكس الاحترافية الأخرى
بالنظر إلى مكانة لاند-دويلر ضمن تشكيلة رولكس، فهي تنضم إلى فئة الساعات “الاحترافية” (Professional) التي تشمل نماذج مشهورة مثل سبمارينر (Submariner) وسي-دويلر (Sea-Dweller) وغيرها. ومع أنها تشاركهما بعض سمات سلسلة “Dweller” في الاسم والروح (إذ أصبحت رولكس الآن تغطي بـ”Dweller” البيئات الثلاث: البحر، الجو، والبر )، إلا أن هناك فوارق جوهرية تميز لاند-دويلر عن شقيقاتها المخصصة للمهام المتخصصة:
- الغرض والبيئة المستهدفة: صُممت سبمارينر وسي-دويلر بشكل أساسي للغوص تحت الماء – فهما ساعتا غطس تحملان وظيفة إطار دوار لحساب وقت الغوص وتحمّلان ضغط الأعماق العالي. بالمقابل، لاند-دويلر موجهة للاستخدام على اليابسة وفي الحياة اليومية العامة؛ فهي لا تحتوي إطارًا دوارًا أو ميزات خاصة بالغوص، بل تركز على الدقة والتقنية للإستخدام البري اليومي. ورغم ذلك تبقى مقاومة للماء حتى 100 م للتأكد من متانتها في مختلف الظروف ، لكن هذا أقل بكثير من قدرة سبمارينر (مقاومة حتى 300 م) وسي-دويلر (حتى 1220 م في النماذج الحديثة) .
- التصميم الخارجي وهيكل العلبة: تأتي سبمارينر وسي-دويلر بعلب فولاذية مصقولة تقليدية مع عروات بارزة وسوار أويستر معدني قياسي، في حين تعتمد لاند-دويلر تصميمًا حديثًا ذا علبة مدمجة مع السوار بدون عروات . هذا يمنحها مظهرًا أكثر انسيابية وأناقة على المعصم، أقرب في روحه إلى ساعات الرياضة الفاخرة المتكاملة التصميم. كذلك يتميز إطار سبمارينر/سي-دويلر بكونه دوارًا أحادي الاتجاه مع حلقات سيراميكية مدرجة 60 دقيقة لتوقيت الغوص ، بينما إطار لاند-دويلر ثابت مخدّد للزينة (مصنوع من ذهب أبيض أو بلاتين في الإصدارات المعنية) ولا يؤدي وظيفة حسابية عملية. وتختلف الخلفية أيضًا: فلاند-دويلر تحمل غطاءً شفافًا يرى من خلاله الحركة ، بينما تبقى ساعات الغوص ملتزمة بالغطاء المصمت السميك لضمان أقصى متانة تحت الضغط.
- المواد والخيارات الفاخرة: ركزت رولكس تاريخيًا في ساعات الغوص الاحترافية على الفولاذ المقاوم للصدأ لمتانته (مع بعض الإصدارات الخاصة من الذهب الأصفر أو مزيج الذهب والفولاذ في سبمارينر، وإصدار Rolesor أصفر نادر في سي-دويلر). أما لاند-دويلر فمن لحظة إطلاقها توفرت بخامات ثمينة جدًا إلى جانب الفولاذ، حيث رأينا إصدارًا بالبلاتين وإصدارًا بالذهب الوردي المرصع بالألماس . هذا يضع اللاند-دويلر في خانة مختلفة تستهدف شريحة هواة تجمع بين حب التقنية والرغبة في مقتنيات فاخرة وفريدة. حتى الإصدار “الأقل” فخامة من اللاند-دويلر (White Rolesor) يتضمن عنصر الذهب الأبيض في التصميم، مما يعكس تموضع الساعة كمنتج راقٍ وليس أداة وظيفية صرفة.
- الحركة والأداء: تعتمد سبمارينر وسي-دويلر حاليًا على عيار 3235 من رولكس بتردد 4Hz وتقنية ميزان Chronergy المحسّن ، والذي حقق نتائج ممتازة في الدقة (±2 ث/يوم) واحتياطي طاقة ~70 ساعة. لكن لاند-دويلر تتفوق تقنيًا بتقديم عيار 5Hz الجديد (7135) ذي ميزان Dynapulse الفريد . هذا يعني أنها تختلف جذريًا في البنية الميكانيكية الداخلية عن تلك الطرازات الكلاسيكية. صحيح أن الوظائف الأساسية (عرض الوقت والتاريخ) متشابهة في الجميع، لكن طريقة تحقيق الدقة في لاند-دويلر تمثل منهجًا جديدًا بالكامل لرولكس. ومن ناحية السماكة والحجم، تمكنت رولكس من جعل عيار 7135 أنحف، مما ساهم في أن تكون لاند-دويلر أقل سُمكًا نسبيًا وأكثر راحة على المعصم مقارنةً بسي-دويلر مثلاً الذي يأتي بسماكة كبيرة لتحقيق مقاومة الضغط العالي . ينعكس ذلك على تجربة الارتداء؛ فاللاند-دويلر رغم قطرها 40 مم تبدو مستوية ورقيقة نسبيًا على المعصم بفضل تصميم هيكلها وحركتها الجديدة ، في حين أن سي-دويلر (43 مم) وDeepsea (44 مم) أكثر سماكة وظهورًا.
يمكن القول إن Rolex Land-Dweller تمثل فئة جديدة مستقلة بحد ذاتها داخل تشكيلة رولكس. فهي ليست بديلاً مباشراً لسبمارينر أو سي-دويلر، بل ساعة تكمل المجموعة من خلال توفير خيار بري فاخر وتقني. وكما أن سكاي-دويلر (Sky-Dweller) قدمت مفهومًا جديدًا لرولكس يجمع وظيفة التقويم السنوي ومنطقة زمنية مزدوجة للمسافرين، تقدم لاند-دويلر مفهوم ساعة الأرض المتطورة تقنيًا للأشخاص العمليين على البر . ومع مرور الوقت، قد تصبح هذه الساعة معيارًا لفئة الساعات الرياضية المدمجة الفاخرة، خاصة وأن رولكس صممتها برؤية بعيدة المدى – حيث سجلت الكثير من براءات الاختراع وابتكرت حركة قابلة للتطوير مستقبلاً. وبالنسبة لهواة رولكس، توفر اللاند-دويلر تجربة مختلفة تمامًا عن ساعات الغوص التقليدية، سواء من حيث الشكل على المعصم أو التكنولوجيا بداخلها، مع احتفاظها بجينات رولكس المتمثلة في المتانة والدقة والأناقة الكلاسيكية في آن واحد.