أفادت شركات سيارات في الدولة بأن ارتفاع أسعار السيارات الكهربائية، والتخوف من نفاد شحن البطارية قبل الوصول إلى محطة الشحن، فضلاً عن ارتفاع سعر البطارية وطول مدة الشحن، تعتبر من أبرز التحديات التي تواجه انتشار السيارات الكهربائية في الأسواق حالياً.
أن السيارات الكهربائية تتمتع بمزايا عدة، تعود بآثارها الإيجابية على المستهلكين والمجتمع ككل، حيث إنها أقل كلفة من السيارات العادية في ما يتعلق بخدمات ما بعد البيع، فضلاً عن تمتع تلك السيارات بتقنيات حديثة مثل تنبيه السائق لأي أخطاء أو مشكلات على الطريق، ما يسهم في الحد – بشكل كبير – من الأعطال والحوادث.
ونوهت الشركات بالحوافز المقدمة حالياً في دبي، وعلى رأسها الشحن المجاني للمركبات الكهربائية للمستخدمين المسجلين في مبادرة الشاحن الأخضر، مؤكدين أهمية الحوافز التي تعطيها بعض الدول لزيادة الإقبال على السيارات الكهربائية، إلى جانب التوعية بمزايا تلك السيارات.
تطوير مواصفات السيارات الكهربائية
وتفصيلاً، قال مدير تطوير المنتج لمنطقة الشرق الأوسط في مجموعة «بي إس إيه»، التي تضم سيارات «بيجو» و«ستروين» و«أوبل»، أحمد خليفة، إن هناك تحديات عدة تواجه انتشار السيارات الكهربائية، أبرزها ارتفاع سعر البطارية الخاصة بتلك السيارات، مع ضرورة تطوير سرعة الشحن لتصل إلى أكثر من 300 كيلومتر، فضلاً عن زيادة المحطات المخصصة للشحن في مختلف إمارات الدولة.
وأشار إلى أنه توجد في دبي، حالياً، 200 محطة شحن لتلك السيارات، فيما من المنتظر أن تشهد السنوات المقبلة كثافة في طرح السيارات الكهربائية من شركات السيارات العالمية.
وشدد خليفة على ضرورة تطوير المواصفات الخاصة بالسيارات الكهربائية، بحيث تتضمن مميزات أكثر تساعد على زيادة تقبل المستهلك الخليجي لشرائها، مؤكداً أهمية هذه النوعية من السيارات، في ما يتعلق بخفض استهلاك الوقود، فضلاً عن الحفاظ على وقت المستهلكين بدلاً من الانتظار في طوابير بمحطات الوقود، وتحسين جودة الهواء.
أهمية الحوافز
وأكد خليفة أهمية الحوافز التي تعطيها بعض الدول، لزيادة الإقبال على السيارات الكهربائية، مثل إعفاء السيارات الكهربائية الجديدة من الضرائب، وتجديد تسجيلها السيارات مجاناً، إضافة إلى توفير مواقف مجانية، وتخصيص حارات معينة في الطرق لها، لتخفيض حدة الازدحام.
وكشف أن «بي إس إيه» لديها خطة مستدامة حتى عام 2025، تتضمن طرح سيارات كهربائية أو هجينة مع كل طراز جديد يتم طرحه خلال الفترة من 2020 وحتى 2025، موضحاً أن المجموعة تستعد لطرح سيارة هجينة من طراز «بيجو»، تعمل بالكهرباء وبالبنزين معاً في الإمارات كأول دولة خليجية يتم طرحها فيها خلال عامي 2021 و2022.
خطوات إضافية
من جهته، قال المدير الإداري لمجموعة «بي إم دبليو» في الشرق الأوسط، الدكتور حامد حقباروار، إن زيادة مستويات تبني المركبات الكهربائية في الشرق الأوسط تتطلب خطوات توعية إضافية، لتعريف الجمهور العام بمزاياها العديدة.
ولفت إلى الحوافز المقدمة حالياً في دبي، وعلى رأسها الشحن المجاني للمركبات الكهربائية للمستخدمين المسجلين في مبادرة الشاحن الأخضر، فضلاً عن تسجيل تلك المركبات مجاناً مع توفير بطاقة سالك مجاناً، علاوة على تخصيص مواقف مجانية للمركبات الكهربائية، تسهم في زيادة مبيعات المركبات الكهربائية.
وأعلن حقباروار أن المجموعة تعتزم طرح طراز «BMW i3s» الكهربائي في الإمارات، العام الجاري، فيما تواصل العمل على توفير نسخ تعمل بالطاقة الكهربائية من جميع الطرز التابعة لعلامة «بي إم دبليو»، كما وضعت خطتها الاستراتيجية للمرحلة المقبلة، والتي تستهدف تسريع عملية التوسع في الطرز العاملة بالكهرباء بشكل كبير، من خلال طرح 25 طرازاً تعمل بالكهرباء بحلول عام 2023، لافتاً إلى أن أكثر من نصف تلك الطرز الجديدة تعمل باستخدام الطاقة الكهربائية حصرياً.
الكلفة الأولية
بدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة «المسعود للسيارات»، عرفان تانسل، إن الكلفة الأولية المرتفعة للسيارات الكهربائية عند الشراء تعتبر عائقاً، رغم مزايا انخفاض تكاليف التشغيل والخدمة، كما أن نفاد شحن البطارية قبل الوصول إلى محطة الشحن، وطول مدة الشحن، يعتبران من أبرز التحديات التي تواجهها السيارات الكهربائية في الأسواق حالياً.
وأضاف تانسل أن التحول نحو السيارات الكهربائية أصبح أمراً حتمياً، مع تزايد أهميتها في الوقت الراهن، في ظل التوجه العالمي المتنامي نحو تبني تقنيات آمنة بيئياً، انطلاقاً من الحرص على استخدام مصادر الطاقة المتجددة الداعمة للاستدامة.
ولفت إلى أن السيارات الكهربائية تتميّز بأنها أقل كلفة من السيارات العادية، لاسيما في ما يتعلق بخدمات ما بعد البيع، كما يساعد التحول إلى السيارات الكهربائية في تحقيق الأهداف المناخية بخفض الانبعاثات الضارة، ويسهم في التحول إلى الاقتصاد الأخضر، ويدعم النمو الاقتصادي الطويل الأمد، فضلاً عن تمتع تلك السيارات بتقنيات حديثة، مثل تنبيه السائق لأي أخطاء أو مشكلات أو التحذير من المخاطر القادمة على الطريق، ما يسهم في الحد بشكل كبير من الأعطال والحوادث.
وأفاد تانسل بأن «المسعود للسيارات» أطلقت، أخيراً، أحدث طراز لفئة السيارات الكهربائية بالكامل، هو «رينو زوي طويلة المدى» في أبوظبي والعين، موضحاً أن السيارة تتميّز بمعدل مدى القيادة الذي يصل إلى 400 كيلومتر في الشحنة الكاملة، وتعطي المستخدم في الظروف العادية للقيادة مدى يصل إلى 300 كيلومتر في الشحنة الكاملة، فيما يمكن شحنها من أي محطة من محطات الشحن.
تشجيع المستهلكين
وفي السياق ذاته، قال المدير الإقليمي للعلاقات العامة ووسائل التواصل الاجتماعي في شركة «جاكوار لاند روڤر» الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، سلمان سلطان، إن هناك الكثير الذي يجب القيام به لتشجيع المستهلكين على استخدام السيارات الكهربائية، لاسيما أنه لايزال هناك العديد من التحديات المتعلقة بتوافر البنية التحتية الكافية لشحن هذه السيارات، في ضوء شح البنية التحتية الخاصة بالشحن بالنسبة لمن يقيمون في أبنية مرتفعة مثلاً.
وأشار إلى أن الشركات، التي تطرح سيارات كهربائية، تستهدف أن تكون تلك السيارات منخفضة الكلفة، وأن تتوافر للمزيد من السائقين، خصوصاً أن هناك فوائد كبرى لهذه السيارات، في ما يتعلق بالاستدامة بالذات.
فولفو EX30 تحصل على جائزة Red Dot | GearsME
فوائد
وأضاف سلطان أن سيارة «جاكوار I-PACE» الكهربائية بالكامل ستصل إلى الإمارات والمنطقة، خلال النصف الثاني من العام الجاري، لافتاً إلى أنه اعتباراً من العام المقبل، ستتوافر كل سيارات «جاكوار» و«لاند روڤر» الجديدة بخيار التشغيل الكهربائي.
وأكد أن تحويل نظام النقل إلى الطاقة الكهربائية يوفر الكثير من الفوائد للمستهلك والمجتمع، أولها أن تكاليف تشغيل السيارات الكهربائية أقل من السيارات التقليدية العاملة بالوقود، لأنها تستخدم الطاقة المستمدة من الشبكة الكهربائية، بدلاً من الدفع مقابل كل لتر لتعبئة خزان الوقود، كما أن تكاليف الحفاظ على السيارات الكهربائية أقل بكثير ولا يوجد عادم، ما يساعد على تخفيض انبعاثات الوقود الأحفوري.
• 200 محطة شحن للسيارات الكهربائية في دبي حالياً.
رؤية واضحة
قال المدير الإقليمي للعلاقات العامة ووسائل التواصل الاجتماعي في «جاكوار لاند روڤر» الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، سلمان سلطان، إن الإمارات تمتلك رؤية واضحة، بخصوص المستقبل المستدام، الذي تلعب السيارات الكهربائية دوراً مهماً فيه.
وأضاف أنه في دبي بدأت الحكومة بتطوير البنية التحتية اللازمة للسيارات الكهربائية، مشيراً إلى أنه توجد في الإمارة مواقف مجانية مخصصة لتلك السيارات، إضافة إلى الشحن المجاني، والتسجيل والتجديد المجانيين، علاوة على الإعفاء من رسوم «سالك».
تحديث السيارة
أوضح مدير تطوير المنتج لمنطقة الشرق الأوسط في مجموعة «بي إس إيه»، التي تضم سيارات «بيجو» و«ستروين» و«أوبل»، أحمد خليفة، أن السيارات الكهربائية تحقق للمستهلكين ميزة سهولة تحديث السيارة وتجهيزها بالتكنولوجيات الحديثة، خصوصاً الذاتية القيادة، كما تحقق متعة القيادة نظراً لهدوء المحرك، وعدم معاناة السائق وجود أصوات عالية في كابينة القيادة، مثلما يحدث في العديد من طرز السيارات العادية.