دبي، 25 سبتمبر 2025 – أعلنت شركة هيونداي موتور عن رؤيتها الطموحة للنمو خلال أول نسخة من مؤتمر “يوم المستثمر للرئيس التنفيذي” الذي نظمته خارج كوريا. وقد شكّل الحدث فرصة لعرض خطط الشركة الاستراتيجية على المدى المتوسط والطويل أمام المستثمرين والمساهمين، مؤكدة التزامها بتعزيز الابتكار التكنولوجي، وتوسيع نطاق منتجاتها المتطورة، والارتقاء بقدراتها التصنيعية.

وفي كلمته من نيويورك، استعرض الرئيس التنفيذي خوسيه مونوز التحول الجذري الذي تخوضه هيونداي لتصبح رائدة عالمياً في مجال التنقل، وذلك من خلال توسيع محفظة منتجاتها، وتبني تقنيات كهربائية متقدمة، والتركيز على الحلول البرمجية التي تعيد تعريف تجربة القيادة.

وأشار مونوز إلى أن هيونداي، في ظل التحولات الكبيرة التي يشهدها القطاع، تتمتع بمقومات قوية تضمن لها التفوق، بما في ذلك مجموعة منتجاتها المتميزة، ومرونة عملياتها التصنيعية، وريادتها التكنولوجية، إلى جانب شبكتها الواسعة من الشركاء والوكلاء حول العالم. وأضاف: “نقدم مجموعة متكاملة من السيارات الكهربائية تغطي مختلف الفئات، ونقوم بتصنيعها محلياً في الأسواق الأساسية، مستفيدين من تقنيات متطورة مثل المركبات المعتمدة على البرمجيات وبطاريات الجيل الجديد. إن مرونتنا الكبيرة، مدعومة بقوة أكثر من 50 شركة تابعة لمجموعة هيونداي، وحرصنا المستمر على رضا العملاء، تمكننا من الاستمرار في تحقيق قيمة كبيرة لجميع أصحاب المصلحة. إنه وقت مثير لنكون جزءاً من هيونداي.”

وأكدت الشركة التزامها بتحقيق مبيعات عالمية تصل إلى 5.55 مليون سيارة بحلول عام 2030، على أن تمثل السيارات الكهربائية 60% من هذا الرقم، أي ما يعادل نحو 3.3 مليون مركبة، مع توقعات بنمو كبير في أمريكا الشمالية وأوروبا وكوريا.

توسيع مجموعة المنتجات المبتكرة

تخطط هيونداي موتور لتعزيز تشكيلتها من السيارات الهجينة لتتجاوز 18 طرازًا بحلول عام 2030، مع إطلاق سيارات هجينة من علامة جينيسيس ابتداءً من عام 2026. من أبرز الطرازات الجديدة سيارة “باليسيد” الهجينة التي ستعتمد على الجيل الثاني من تقنية TMED-II، لتوفير أداء محسّن وكفاءة أعلى في استهلاك الوقود.

كما تعتزم الشركة إطلاق أول شاحنة بيك أب متوسطة الحجم قبل عام 2030 في أمريكا الشمالية، لتستهدف بذلك أحد أكبر القطاعات في السوق. ويأتي هذا التوسع استنادًا إلى الخبرة التي اكتسبتها منذ طرح “سانتا كروز” عام 2021، والتي ساهمت في تعزيز حضور العلامة في السوق الأمريكية.

وتتبع هيونداي في قطاع السيارات الكهربائية استراتيجية تركز على تصميم منتجات مخصصة لكل سوق

فعلى سبيل المثال، ستقدم “أيونيك 3” خصيصًا لاحتياجات المستهلكين في أوروبا، بينما ستحصل الهند على أول سيارة كهربائية محلية بالكامل، مدعومة بسلسلة توريد محلية. أما في الصين، فستُطرح سيارة “إليكسيو” الرياضية متعددة الاستخدامات إلى جانب سيارة سيدان من الفئة C، تم تطويرهما وإنتاجهما محليًا.

ستُضاف هذه الطرازات إلى lineup السيارات الكهربائية الحالية، مثل “أيونيك 5″، و”أيونيك 6″، و”أيونيك 9″، لتوسيع نطاق الخيارات أمام العملاء عالميًا.

وتعمل الشركة أيضًا على تطوير سيارات كهربائية ذات مدى ممتد (EREV)، من المتوقع طرحها عام 2027، باستخدام بطاريات ومحركات عالية الكفاءة تتيح مدى يتجاوز 960 كم. وتتميز هذه المركبات بأداء يضاهي السيارات الكهربائية بالكامل، ولكن بسعة بطارية أقل، مما يقلل من التكلفة ويحافظ على الأداء والاعتمادية، ويزيل قلق المدى لدى السائقين.

أما في فئة الأداء العالي، فستقوم هيونداي بتوسيع مجموعة سيارات “N” لتشمل أكثر من 7 طرازات بحلول 2030، مستهدفةً مبيعات تفوق 100,000 وحدة سنويًا. وسيكون من أبرز هذه الطرازات “أيونيك 6 N”، التي ستوفر تقنيات متقدمة في التحكم الحراري وتجربة قيادة فريدة من نوعها.

النمو في قطاع المركبات التجارية

تخطط الشركة لتوسيع عملياتها في السوق الأمريكي للمركبات التجارية، بما يشمل شاحنات XCIENT العاملة بخلايا الوقود، والمقطورات التي تنتجها Hyundai Translead، مع استعدادات لدخول سوق الشاحنات الكهربائية الثقيلة، بالاعتماد على منشآتها الصناعية الحالية لتوفير حلول لوجستية مستدامة.

الابتكار في التصنيع: المصنع المُعرّف بالبرمجيات

ضمن استراتيجيتها الاستثمارية المُعلنة في أغسطس، تستعد هيونداي لرفع الطاقة الإنتاجية لمصنعها في جورجيا (HMGMA) إلى 500,000 وحدة بحلول 2028، مع التركيز على تصنيع السيارات الكهربائية والهجينة. ويتوقع أن يوفر المشروع 3,000 وظيفة مباشرة وغير مباشرة، باستثمار قدره 2.7 مليار دولار على مدار ثلاث سنوات.

وتستهدف الشركة إنتاج 80% من المركبات المخصصة للسوق الأمريكي داخل الولايات المتحدة بحلول 2030، وزيادة نسبة المحتوى المحلي من سلسلة التوريد من 60% إلى 80%.

عالميًا، تخطط هيونداي لإضافة 1.2 مليون وحدة إنتاجية بحلول 2030، تشمل:

  • 500 ألف وحدة من HMGMA،

  • 250 ألف وحدة من مركز التصدير متعدد الطرازات في الهند،

  • 200 ألف وحدة من مصنع أولسان المتخصص بالسيارات الكهربائية،

  • و250 ألف وحدة إضافية من مصانع CKD في السعودية، وفيتنام، وشمال إفريقيا.

وسيبدأ مصنع السعودية إنتاجه في الربع الأخير من 2026، بطاقة 50,000 وحدة، ويتميز بتقنيات تصنيع محلية وروبوتات متطورة ضمن مبادرة “صنع في السعودية”.

وتعتمد هيونداي على نموذج “المصنع المُعرّف بالبرمجيات” لتعزيز مرونة الإنتاج، حيث يواصل مركز الابتكار في سنغافورة (HMGICS) تطوير تقنيات إنتاج ذكية تُطبّق في مصانع الشركة عالميًا.

ومن المتوقع أن يُنتج مصنع جورجيا 10 طرازات هجينة وكهربائية، بينما سيتولى مصنع أولسان إنتاج 12 طرازًا كهربائيًا باستخدام أنظمة مؤتمتة تعتمد على الروبوتات والصيانة التنبؤية والتشخيص الذاتي.

وتعمل شركة “بوسطن ديناميكس” التابعة للمجموعة على تطوير تقنيات الروبوتات لدعم العمليات الذكية والتعاون بين الإنسان والروبوت، ليس فقط في التصنيع، ولكن أيضًا في الخدمات اللوجستية والبنية التحتية.

تسريع الابتكار التكنولوجي

تركز هيونداي على تطوير البطاريات من حيث الأداء، وتكلفة الإنتاج، والسلامة، مع الحفاظ على تصميم يراعي احتياجات العملاء. وتخطط لتحقيق:

  • خفض التكاليف بنسبة 30%،

  • زيادة كثافة الطاقة بنسبة 15%،

  • تقليل وقت الشحن بنسبة 15% بحلول 2027.

وقد أظهرت بيانات أكثر من 50,000 سيارة “أيونيك 5” أن معظمها حافظت على أكثر من 90% من أداء البطارية حتى بعد قطع 400,000 كيلومتر.

وتستخدم الشركة أنظمة إدارة البطاريات المتقدمة التي توفر تشخيصًا تنبؤيًا دقيقًا أثناء التشغيل. وابتداءً من 2026، ستعتمد الشركة على تقنيات سحابية لتحليل البيانات وتحسين إدارة البطاريات.

وفي مجال خلايا الوقود، باعت الشركة حتى الآن أكثر من 73,000 سيارة تعمل بهذه التقنية، وتعمل على تطوير جيل جديد من الأنظمة المخصصة للتطبيقات التجارية.

أما في مجال البرمجيات، فتُسرّع هيونداي انتقالها إلى المركبات المُعرّفة برمجيًا (SDVs)، من خلال هندسة CODA، التي تفصل البرمجيات عن العتاد وتُبسّط عمليات التطوير.

ويُعتبر نظام التشغيل “Pleos” حجر الزاوية في هذا التحول، حيث يسمح بتحديثات مرنة ومستقلة للميزات والتطبيقات. ومن المقرر إطلاق النظام الترفيهي “Pleos Connect” في الربع الثاني من العام القادم، مع ميزات مثل النوافذ المتعددة، والتخصيص حسب المستخدم، وسوق لتطبيقات الطرف الثالث داخل السيارة.

تُساهم تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير المركبات ذاتية القيادة، حيث يُتيح نظام “Atria AI” قيادة دون الحاجة لخرائط مفصلة، بينما يدعم “Gleo AI” الأوامر الصوتية، ويُحسّن “Capora AI” من كفاءة إدارة الأسطول.

تحول علامة جينيسيس الفاخرة

تحتفل علامة جينيسيس بعقد على تأسيسها، بعد أن حققت مبيعات تراكمية تجاوزت مليون سيارة خلال أقل من 8 سنوات، مع الحفاظ على هوامش ربح قوية في أكثر من 20 سوقًا عالميًا.

وتسعى جينيسيس إلى بيع 350,000 سيارة سنويًا بحلول 2030، مع التركيز على التوسع في الأسواق الرئيسية مثل أمريكا وأوروبا وكوريا والشرق الأوسط والصين.

تتضمن خطط المنتجات طرازات SUV فاخرة مثل “X Gran Equator” و”Neolun”، إلى جانب نماذج استعراضية مثل “X Gran Coupe” و”Magma Halo”، إضافة إلى سيارات مخصصة تعكس هوية العلامة الفاخرة.

كما ستشارك “Genesis Magma Racing” في بطولات سباقات عالمية ابتداءً من عام 2026، بهدف نقل الابتكارات من حلبة السباق إلى السيارات التجارية.

الشراكات الاستراتيجية والتحالفات

تُعزّز هيونداي ريادتها من خلال تحالفات استراتيجية مع شركات كبرى:

  • مع وايمو: لتطوير سيارة أيونيك 5 مزوّدة بتقنية القيادة الذاتية الكاملة.

  • مع جنرال موتورز: لإنتاج 5 مركبات جديدة بحلول 2028، تستهدف أسواق أمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية.

  • مع أمازون: لتحسين تجربة البيع الإلكتروني، وزيادة الوعي بالعلامة التجارية، وتحقيق مكاسب جديدة من خلال المبيعات والتخصيص.

النتائج المالية وخطط المساهمين

أعلن المدير المالي لشركة هيونداي عن رفع التوقعات السنوية للإيرادات بنسبة 5-6%، وتعديل هامش الربح المستهدف إلى 6-7% نتيجة الرسوم الجمركية الجديدة في الولايات المتحدة.

وكشفت الشركة عن خطة استثمارية بقيمة 77.3 تريليون وون كوري خلال الفترة من 2026 إلى 2030، موزعة كالتالي:

  • 30.9 تريليون للبحث والتطوير،

  • 38.3 تريليون للإنفاق الرأسمالي،

  • 8.1 تريليون للاستثمارات الاستراتيجية.

وتعتزم الشركة أيضًا استثمار 15.3 تريليون وون في توسيع الإنتاج وتطوير نظام روبوتي في الولايات المتحدة، كجزء من التزام أوسع بقيمة 26 مليار دولار.

وتهدف إلى تحقيق هامش ربح مستدام بنسبة 7-8% بحلول 2027، و8-9% بحلول 2030، مدعومة بتوسيع المنتجات والاستثمارات المحلية.

كما ستلتزم بسياسة توزيع عوائد للمساهمين تفوق 35% بين 2025 و2027، مع حد أدنى للأرباح الموزعة يبلغ 10,000 وون للسهم الواحد.

هيونداي باليسيد الجديدة تفوق الت

مصنفة في:

أخبار, مقالات,

الموسومة في: