أثبتت “جيتور” نفسها بسرعة كقوة رائدة بين العلامات التجارية الصينية في قطاع السيارات داخل دول مجلس التعاون الخليجي، محققة دخولًا قويًا إلى سوق يتميز بشدة المنافسة وولاء المستهلكين للعلامات المعروفة. بين يناير وأبريل 2025، تصدّرت جيتور مبيعات العلامات الصينية في المنطقة، حيث تجاوزت مبيعاتها 20,000 وحدة في أسواق رئيسية مثل المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، العراق، قطر والكويت. ويعود هذا النجاح إلى فهمها العميق لاحتياجات السوق المحلي، وخاصة الطلب القوي في الخليج على سيارات الدفع الرباعي التي تجمع بين السعر المناسب والمواصفات الفاخرة. في الإمارات تحديدًا، سجلت جيتور نموًا سنويًا مذهلًا بنسبة 230% بين عامي 2023 و2024، مدفوعًا بتوسع سريع في السوق، وشراكات استراتيجية – لا سيما مع شركة “The Elite Cars” – إلى جانب افتتاح صالات عرض جديدة في مناطق حيوية مثل ديرة، القوز، وأبوظبي.
أما على صعيد المنتجات، فقد اعتمدت جيتور استراتيجية مدروسة بإطلاق طرازات بارزة مثل “جيتور T2” ذات القدرات العالية للطرق الوعرة، والطراز الحضري “T1″، تحت مفهوم “1 + 1 > 2”، الذي يهدف إلى تقديم سيارات تجمع بين الأداء القوي في المغامرات اليومية والراحة في القيادة اليومية
مما يجعلها مناسبة تمامًا لتفضيلات المستهلكين في الخليج. كما أظهرت العلامة التزامًا واضحًا بالاستدامة والابتكار من خلال تقديم طرازات هجينة مثل “T2 i-DM”، مما يلبّي احتياجات شريحة متنامية من المستهلكين المهتمين بالبيئة.
ولم تقتصر استثمارات جيتور على المنتجات فحسب، بل امتدت إلى خدمات ما بعد البيع، إدراكًا منها أن بناء الثقة مع العملاء في الخليج يتطلب دعمًا موثوقًا على المدى الطويل
وقد تجلّى ذلك في تنظيم مسابقة “جيتور” الإقليمية لمهارات الخدمة في عمان، والتي جمعت فرق الصيانة من مختلف دول المنطقة لتعزيز جودة الخدمات ومستوى الخبرة الفنية. وتعكس فلسفة الخدمة “3W” – أينما، ومتى، ومهما كان – التزام الشركة ببناء شبكة خدمات تنافس أو تتفوق على العلامات العالمية الراسخة من حيث سرعة الاستجابة والكفاءة.
أما من حيث تجربة العملاء، فقد تلقّت جيتور تقييمات إيجابية من العديد من المستخدمين في المنطقة، الذين أثنوا على القيمة العالية مقابل السعر، والتصميم العصري، ووفرة الميزات في سياراتها
كما أشار عدد من المستخدمين إلى تجارب مرضية في خدمات الصيانة والاعتمادية بعد قطع عشرات الآلاف من الكيلومترات. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض التحفظات بين المشترين بشأن توافر قطع الغيار على المدى الطويل، والقيود المتعلقة بالصيانة في حال عدم الشراء من الوكيل المعتمد، إضافة إلى الغموض حول قيمة إعادة البيع – وهي تحديات لا تزال تواجه معظم العلامات الصينية عالميًا.
ومع ذلك، فإن وتيرة نمو جيتور، وعمق استثماراتها الإقليمية، وقدرتها على تقديم منتجات تلبي أذواق السوق الخليجي
تشير بوضوح إلى أن نجاحها ليس مؤقتًا. ففي سوق كانت تهيمن عليه سابقًا العلامات اليابانية والكورية والغربية، لم تنجح جيتور في إثبات وجودها كبديل فحسب، بل أصبحت منافسًا جادًا ومرشحًا قويًا للاستمرار والتوسع في قطاع السيارات بدول الخليج.