بصفتي مُراجع سيارات في الإمارات، شاهدت تدفق السيارات الكهربائية الصينية يغيّر ملامح السوق لدينا. أحدث الواصلين هي ديبال S07، سيارة SUV كهربائية متوسطة الحجم من ذراع شانتجان الكهربائي “ديبال” (المعروفة في الصين باسم شنلان). كُشف عنها محليًا عبر الطاير للسيارات في أواخر 2024، لتكون بداية دخول العلامة إلى المنطقة، وتأتي ككروس أوفر غنيّة بالتقنيات لمنافسة العروض الصينية الأخرى—وحتى بعض المنافسين العالميين. بطول 4.75 م وقاعدة عجلات 2.9 م، فهي قريبة جدًا في الأبعاد من تسلا موديل Y، ما يوضح الفئة المستهدفة. في هذه المراجعة سأقارن S07 بنظرائها الصينيين المتاحين في الإمارات، وأُبرز نقاط تميّزها (وأين لا تتميّز) في الأداء والتقنية والتصميم والقيمة، مع التطرّق للتحديات التي تواجه العلامات الصينية في سوقنا—من بناء الثقة إلى الخدمات ما بعد البيع وقيمة إعادة البيع.

الأداء وتجربة القيادة

على الورق، تقدّم ديبال S07 أداءً جيدًا وإن لم يكن ثوريًا. في الإمارات تتوفر بنسختين: كهربائية بالكامل (BEV) ومدى ممتد (EREV). النسخة الكهربائية بالدفع الخلفي بمحرك أحادي بقدرة تقارب 160 كيلوواط (218 حصان) وتتسارع من 0 إلى 100 كم/س في نحو 7.9 ث—كافٍ للمدن والطرق السريعة، لكنه أقل حدة من سيارات الدفع المزدوج عالية الأداء. للمقارنة، BYD Atto 3 الأصغر تحقق نحو 7.3 ث، بينما MG ZS EV أقرب إلى 8.5 ث. لا تحاول S07 الفوز في سباقات الإشارة؛ تركيزها على السلاسة والكفاءة اليومية. في وضعي Eco وComfort يكون ردّ دواسة الوقود هادئًا للحفاظ على المدى، فيما يمنح وضع Sport استجابة أكثر حيوية. وزنها قرابة 2150 كجم يمنحها إحساس “قوي بما يكفي” داخل المدينة، لكن محبّي الأداء قد يفتقدون خيار الدفع الثنائي بمحركين لمزيد من العزم.

نسخة المدى الممتد (EREV) لافتة؛ تقرن محرك بنزين 1.5 لتر يعمل كمولّد مع محرك كهربائي بقدرة نحو 175 كيلوواط (234 حصان)، لتصل إلى مدى إجمالي يقارب 950 كم (WLTP) عبر شحن البطارية أثناء السير. في منطقة ما زالت البنية التحتية للشحن فيها قيد التوسّع، قد تكون هذه “شبكة أمان” محببة لرحلاتٍ طويلة عبر الصحراء. المحرك الحراري لا يحرّك العجلات بل يشحن البطارية، لذا تبقى سلاسة القيادة كهربائية بالكامل، مع بعض الضجيج الطفيف حين يعمل المولّد. ورغم التعقيد الإضافي، يبقى المدى الكبير ميزة قوية—وداعًا لقلق المدى في رحلة من أبوظبي إلى مسقط والعودة. معظم المنافسين الصينيين محليًا لا يقدمون هذا الحل بعد.

ديبال S07 ديبال S07

ديناميكيًا، S07 مريحة ومضبوطة للسفر الهادئ أكثر من القيادة العدوانية. التوجيه خفيف ودقيق، وتماسك الدفع الخلفي جيّد عند الخروج من المنعطفات بفضل عزم الكهرباء الفوري. امتصاص المطبات جيد عمومًا، وإن بدت العفشة مشغولة/قاسية قليلًا فوق المطبات الحادة، مع ميلّان ملحوظ للهيكل في المنعطفات السريعة—هي ليست SUV رياضية، ولا تدّعي ذلك. شعور المكابح يتطلّب التعود بسبب استرجاع الطاقة الذي قد يجعل الاستجابة غير متجانسة عند التوقفات السلسة. بالمحصلة، أداء S07 يلبي احتياجات السائق اليومي في الإمارات: تسارع هادئ وسلس ملائم للتنقل في دبي أو الانسياب على الشيخ زايد.

التقنية والابتكار

هنا تتألق ديبال S07. تم تطويرها بالتعاون مع هواوي، ويظهر ذلك في التجهيزات. الشاشة المركزية 15.6 بوصة ضخمة ويمكنها الانحراف كهربائيًا 15° نحو السائق أو الراكب—حيلة لطيفة لكنها مفيدة فعلًا. الواجهة تعمل بسلاسة شبيهة بالهواتف، مع دعم Apple CarPlay وAndroid Auto لاسلكيًا.

توجد واجهة عرض رأسية بتقنية الواقع المعزز (AR-HUD) تُسقط التوجيه والسرعة على الزجاج الأمامي—تفاصيل فاخرة نادرًا ما نجدها بهذا السعر.

تشمل الحزمة مساعدات قيادة مستوى 2: تثبيت ذكي، الحفاظ على المسار، مراقبة النقطة العمياء، كبح طارئ… إلخ. الأنظمة متقدمة ومريحة لكنها لا تزال بحاجة لإشراف السائق—كما هو متوقّع في هذه الفئة.

ومن داخل المقصورة، يبرز نظام صوتي بـ 14 مكبرًا مع إلغاء نشط للضوضاء (حتى سماعات في مساند الرأس)، ليقدّم تجربة صوتية غامرة وهدوءًا ملحوظًا على الطرق السريعة. توجد أوامر صوتية بالإنجليزية والعربية لخصائص مثل المكيف والملاحة، وحتى إيماءات للتحكم ببعض الوظائف—لطيفة للاستعراض، أقل فائدة يوميًا. نظام التكييف مُلائم لمناخ الخليج ويبرّد المقصورة بسرعة، مع سقف بانورامي وستارة فعّالة للحرارة.

ديبال S07 ديبال S07

في المقابل، الشحن متوسط: دعم حتى نحو 93 كيلوواط DC يعني من 10٪ إلى 80٪ في قرابة 45 دقيقة على شاحن سريع. هذا كاف اليوم ومماثل لكثير من المنافسين الصينيين الحاليين، لكن مع قدوم أنظمة 150+ كيلوواط قد تبدو متأخرة. يتوفر شحن AC بقدرة 11 كيلوواط للمنزل/العمل، وميزة Vehicle-to-Load (V2L) لتشغيل أجهزة خارجية من بطارية السيارة—تفصيل مفيد للرحلات والتخييم.

التصميم والجودة: لمسات مستقبلية بروحٍ عالمية

تصميم S07 لافت وحديث مع ملامح كوبيه وسقف منساب، ومقدمة حادة بمصابيح LED نحيلة وشريط ضوء خلفي كامل العرض. جرى التصميم في تورينو – إيطاليا على يد فريق ذي خبرة ألمانية، فتظهر اللمسة الأوروبية في التناسق وجودة التنفيذ.

المقصورة نقطة قوة كبرى: خامات ناعمة، تطريزات وتطعيمات راقية، كونسول يلتف حول السائق مع إضاءة محيطية، ومفهوم تقليل الأزرار إلى الحد الأدنى (مع اختصارات برمجية ذكية للوظائف الأساسية). المقاعد مهوّاة ومُدفّأة ومريحة لطوال القامة، والمقاعد الخلفية رحبة جدًا بفضل أرضية مسطحة وقاعدة عجلات طويلة، مع مزايا مدروسة للركّاب كتحكم منفصل بالمناخ وحوامل هواتف ولوحة لمس لستارة السقف.

المأخذ الوحيد هنا هو حجم الصندوق: نحو 445 لترًا—مقبول للاستخدام اليومي لكنه أصغر من بعض المنافسين بسبب السقف المنخفض وأرضية البطارية المرتفعة. كما لا تتوفر 7 مقاعد.

ديبال S07 ديبال S07

القيمة والسعر

تنطلق ديبال S07 في الإمارات من 119,900 درهم تقريبًا للنسخة الأساسية؛ ليست الأرخص بين الصينيين، لكنها أقل بكثيرمن منافسين عالميين مماثلين، مع حزمة مواصفات غنية قياسيًا (الشاشة، الـHUD، السقف البانورامي، المقاعد الكهربائية، النظام الصوتي المتقدم…).

تدعمها كفالة 6 سنوات/150,000 كم للمركبة و8 سنوات/150,000 كم للبطارية—عرضٌ قوي يعزّز الثقة. كما أن وجود الطاير للسيارات كشريك توزيع وخدمة يطمئن المشترين على الصيانة وقطع الغيار ويفتح مراكز عرض وخدمة مخصصة في دبي وأبوظبي.

تكاليف التشغيل في صالحها كسيارة كهربائية (كهرباء أرخص من البنزين، وصيانة أبسط). يبقى قيمة إعادة البيع التحدي الأكبر تاريخيًا للسيارات الصينية، لكنها تتحسّن تدريجيًا مع تحسّن الجودة وانتشار العلامات. ومع سعر دخول منافس وضمان طويل، قد تجد طلبًا جيدًا عليها في سوق المستعمل لاحقًا، وإن كانت نسبة الاستهلاك قد تبقى أعلى من السيارات اليابانية المعروفة على المدى القصير.

تحديات العلامات الصينية في الإمارات

1. السمعة وبناء الثقة: أسماء جديدة تحتاج وقتًا لإزالة إرث الشكوك القديمة—والحل هو جودة ثابتة وكفالات قوية وتجارب ملاك إيجابية.

2. الشبكة والخدمة وقطع الغيار: التوسّع جارٍ، لكن على المشترين خارج دبي/أبوظبي التأكد من سهولة الوصول للصيانة المعتمدة.

3. إعادة البيع وصورة السوق: تتحسّن، لكنها لا تزال دون اليابانيين/الأوروبيين عمومًا. الانتشار وحسن التجربة سيرفعانها مع الوقت.

4. تشبّع السوق والمنافسة الشرسة: كثرة العلامات الصينية ميزة للمستهلك لكنها صعبة على كل علامة لتبرز؛ على ديبال أن تتفرّد بوضوح في القيمة/التقنية/التصميم.

5. استمرارية المدى الطويل: التزام الصانع والشريك المحلي عنصر حاسم؛ حجم شانتجان العالمي وشراكتها المحلية القوية عوامل طمأنة.

الخلاصة: رأي خبير في ديبال S07

ديبال S07 دخولٌ مُقنع يثبت سرعة تطور السيارات الكهربائية الصينية. تمزج أداءً كافيًا للاستخدام اليومي مع تقنيات متقدمة وتصميم راقٍ دون بطاقة سعر فاخرة. مقارنةً بمنافسيها الصينيين، تبرز بفضل ثراء التجهيزات وجودة المقصورة، فيما يبقى الأداء متوسطًا لكنه ملائم، والقيمة قوية جدًا مقابل السعر. نعم، ما زالت هناك أسئلة حول إعادة البيع وبناء الثقة طويلة الأمد، لكن إن استمرت بتقديم هذه الخلطة، فسترسّخ مكانها سريعًا في سوق الإمارات.

الخلاصة النهائية: لمن يرغب بالخروج من دائرة الأسماء التقليدية، تقدم S07 تجربة مُجزية يصعب تجاهلها—ومؤشرًا على أن مستقبل القيادة في منطقتنا قد يحمل نطقًا صينيًا… وبصمة تقنية واضحة.

تويوتا إف جي كروزر 2026: عودة المغامِر الأسطوري بثوب حديث – GearsME

الموسومة في: