تكنولوجيا القيادة الذاتية تكتسب زخمًا كبيرًا كخيار عملي ومستقبلي للنقل في كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، مدفوعة بالمبادرات الحكومية الطموحة والشراكات الاستراتيجية التي تتماشى مع خطط التنمية لرؤية 2030 في كلا البلدين. اتخذت الإمارات موقفًا استباقيًا من خلال وضع أطر تنظيمية، مثل قانون دبي رقم (9) لعام 2023 الذي ينظم تشغيل المركبات الذاتية القيادة ويهدف إلى أن تشكل الرحلات الذاتية القيادة 25% من جميع الرحلات بحلول عام 2030. هذا الإطار القانوني مهّد الطريق للمشروعات التجريبية والتجارب التجارية، بما في ذلك التعاون بين أوبر وشركة ويرايد الصينية الناشئة في مجال السيارات الذاتية القيادة، التي تشغل حاليًا سيارات روبوتاكس مع سائقين أمان على متنها في أبوظبي، وخاصة في مناطق مراقبة مثل جزيرتي ياس والسعديات.

كما تعاونت هيئة الطرق والمواصلات في دبي مع شركة كروز التابعة لجنرال موتورز لاختبار سيارات الأجرة الكهربائية الذاتية القيادة

مما يعكس التزام المدينة بدمج السيارات الذاتية في منظومة التنقل الحضري. في الوقت نفسه، تحقق السعودية تقدمًا ملحوظًا مع إطلاق أول تجربة لسيارات روبوتاكس في الرياض، على خطوط بين مطار الملك خالد الدولي ووسط الرياض، من خلال شراكات مع ويرايد وأوبر وأي درايفر.

وتسعى المملكة إلى أن تصبح 25% من وسائل نقل البضائع ذاتية القيادة بالكامل بحلول عام 2030، في إطار استراتيجية أوسع لتحديث اللوجستيات وتنويع الاقتصاد. لدعم هذه المبادرات

تستثمر السعودية بكثافة في البنية التحتية الذكية مثل أجهزة الاتصال الذكية على الطرق السريعة التي تتيح التفاعل في الوقت الحقيقي مع السيارات الذاتية، مما يعزز السلامة والكفاءة. ومع ذلك، تواجه كلا الدولتين تحديات تتعلق بالبيئة الصحراوية القاسية مثل العواصف الرملية ودرجات الحرارة المرتفعة التي قد تؤثر سلبًا على أداء أجهزة الاستشعار والأنظمة الضرورية للقيادة الذاتية.

بالإضافة إلى ذلك

تتطلب البنية التحتية الحالية تحديثات كبيرة لاستيعاب السيارات الذاتية بشكل كامل، بما في ذلك أنظمة إدارة المرور الذكية ومحطات شحن المركبات الكهربائية المنتشرة. كما أن تطوير الأطر القانونية وتحديثها المستمر أمر حاسم لمواكبة التطورات التكنولوجية والقضايا الأخلاقية المرتبطة بها.

ومع ذلك، وبفضل الدعم الحكومي القوي وتزايد مشاركة القطاع الخاص والاستثمارات المستمرة في البنية التحتية والتنظيم

تمتلك السيارات الذاتية القيادة القدرة على إحداث ثورة في قطاع النقل في الإمارات والسعودية من خلال تحسين السلامة على الطرق، وتقليل الأخطاء البشرية، وزيادة الكفاءة، ودعم الاستدامة البيئية. ومع اقتراب هذه الدول من اعتماد السيارات الذاتية على نطاق أوسع، تبدو تكنولوجيا القيادة الذاتية ليست مناسبة فحسب، بل واعدة للغاية في تشكيل مستقبل التنقل في المنطقة.

العربية للسيارات و هيئة الطرق والمواصلات في دبي تتعاونان في حملة ناجحة لاستدعاء السيارات – GearsME

مصنفة في:

أخبار, مقالات,