أعلنت شركة أوتو داتا الشرق الأوسط، وهي إحدى الشركات الرائدة والمتخصصة في تقديم حلول بيانات السيارات، عن إصدار تقرير شامل ومفصل لسوق السيارات المستعملة للنصف الأول من عام 2025. يغطي هذا التقرير الأسواق الرئيسية في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، ويُعد الإصدار الرابع من نوعه الذي يصدر عن الشركة، ما يجعله مرجعاً هاماً لفهم التطورات التي شهدها قطاع السيارات في المنطقة خلال هذه الفترة الزمنية.

ويُظهر التقرير العديد من التحولات المهمة في صناعة السيارات الإقليمية، حيث برزت العلامات التجارية الصينية بشكل قوي ومؤثر، مما يعكس تغييراً في توجهات المستهلكين وثقتهم المتزايدة بهذه العلامات. بالإضافة إلى ذلك، شهد السوق تسارعاً ملحوظاً في وتيرة تبني السيارات الكهربائية، مع ازدياد الاهتمام بالمركبات الصديقة للبيئة والتي تعتمد على تقنيات حديثة، ما يعكس اتجاه المنطقة نحو مستقبل أكثر استدامة. كما يشير التقرير إلى تغيّرات واضحة في سلوك المستهلكين داخل سوق السيارات المستعملة، حيث أصبح المشترون أكثر وعيًا ومتطلبين، مع تفضيلهم لخيارات أكثر تنوعًا وجودة في السوق.

تلك التطورات مجتمعة تعكس مرحلة حيوية ومهمة في صناعة السيارات بالمنطقة، وتقدم رؤية واضحة لمستقبل السوق المستعملة، مع إبراز التأثير المتزايد للتكنولوجيا والتحولات الاقتصادية والاجتماعية على هذا القطاع الحيوي.

صعود العلامات الصينية وزيادة الطلب على سيارات الـ SUV

تستمر شركات السيارات الصينية في تعزيز حضورها القوي في السوق الإماراتية، حيث شهدت العلامة التجارية Jetour نمواً استثنائياً بنسبة 163.9%، مما جعلها تحتل مركزاً بين أفضل أربع علامات تجارية في السوق. كما حقق طراز Jetour T2 ارتفاعاً مذهلاً بنسبة 212.2%. بالإضافة إلى ذلك، سجلت علامات أخرى مثل جيلي MG نموًا ملحوظًا بنسبة 39.1% و21.5% على التوالي، مما يعكس ثقة متزايدة في جودة وكفاءة السيارات الصينية. في السوق السعودية، لم تكن النتائج أقل إيجابية، حيث ارتفعت مبيعات Jetour بنسبة 52.2% ومبيعات Haval بنسبة 37.3%، مدعومة بتركيز الشركات على فئة سيارات الـ SUV التي تشهد إقبالاً متزايداً.

تعكس هذه الأرقام زيادة كبيرة في ثقة المستهلكين تجاه العلامات الصينية، حيث أظهر أكثر من 70% من المشترين في كل من الإمارات والسعودية ارتياحهم تجاه اقتناء هذه السيارات. وقد تجلى ذلك أيضاً في ارتفاع طلبات تقارير المركبات على السيارات الصينية بنسبة 60% مقارنة بالربع السابق، مع زيادة خاصة في الطلب على موديلات عام 2022 التي تتراوح أسعارها حوالي 70 ألف درهم. هذا الأداء القوي يعكس مدى تأثير العلامات الصينية في إعادة تشكيل خيارات المستهلكين وتوجيههم نحو خيارات جديدة ومتنوعة في السوق.

تسارع تبني السيارات الكهربائية

تواصل مبيعات السيارات الكهربائية تحقيق معدلات نمو ملحوظة في منطقة الشرق الأوسط. ففي الإمارات، ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 18.6% خلال النصف الأول من عام 2025، حيث شكلت هذه السيارات نحو 7% من إجمالي التسجيلات الجديدة، التي بلغت حوالي 157 ألف مركبة، مع زيادة سنوية بنسبة 11%. وفي المملكة العربية السعودية، شهدت السيارات الكهربائية قفزة أكبر بلغت 33.5%، ما جعلها تمثل نحو 3% من السوق، بدعم من علامات تجارية مثل Lucid وLexus. وتعكس هذه الزيادة الكبيرة التزام المنطقة بتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، التي تسعى إلى توسيع نطاق التنقل الكهربائي وتعزيز البنية التحتية الداعمة له، مما يعكس توجهًا واضحًا نحو مستقبل أكثر استدامة واعتماداً على الطاقة النظيفة.

سلوك المستهلك: اختلافات في التوجهات بين الإمارات والسعودية

يبرز التقرير اختلافات جوهرية في سلوك المستهلكين بين سوق الإمارات والسوق السعودية. ففي الإمارات، يركز المشترون بشكل رئيسي على القيمة والصورة، مع تفضيل واضح لشراء سيارات بأسعار تتراوح بين 10,000 و60,000 درهم. كما يميلون إلى اختيار السيارات الأقدم نسبياً، والتي تعود موديلاتها للفترة من 2015 إلى 2020، نظرًا لسمعتها الجيدة وموثوقيتها. بالمقابل، في السوق السعودية، تظل القدرة على تحمل التكاليف العامل الأساسي الذي يحدد توجهات المستهلكين، حيث تتركز أغلب الطلبات على سيارات تتراوح أسعارها بين 10,000 و40,000 ريال سعودي، مع تفضيل واضح للسيارات الأحدث نسبيًا التي تعود موديلاتها إلى الفترة من 2021 إلى 2023. هذه الفروقات تعكس تأثير العوامل الاقتصادية والاجتماعية على اختيارات المستهلكين في كل سوق.

ضغوط السوق نتيجة التحولات العالمية

تشهد السوق الإماراتية تحديات متزايدة نتيجة دخول أعداد كبيرة من السيارات الصينية المستعملة، وهو ما يرتبط بتحولات في التجارة مع الولايات المتحدة الأمريكية. وقد أدى ذلك إلى زيادة المعروض من السيارات وارتفاع متوسط زمن البيع، حيث ارتفع متوسط عدد الأيام المطلوبة لبيع سيارة عبر الإنترنت إلى 42.15 يوماً في الإمارات و30.06 يوماً في السعودية بحلول يوليو 2025. وهذا مقارنةً مع متوسط زمن أقل بكثير في أبريل من نفس العام، حيث سجل 14.06 يوماً في الإمارات و13.35 يوماً في السعودية، حين كانت حملات العروض الرمضانية وعيد الفطر تسهم في تسريع عمليات البيع.

نتيجة لهذه التحديات، بات التجار يعتمدون بشكل أكبر على الخصومات وخيارات التمويل لجذب المشترين والحفاظ على تنافسيتهم في السوق. وفي الوقت نفسه، حافظت سيارات فئة الـ SUV والفاخرة على قيمتها السوقية، بينما تعرضت سيارات السيدان والاقتصادية لضغوط متزايدة أدت إلى انخفاض أسعارها بشكل ملحوظ.

تصريحات المدير العام لشركة أوتو داتا الشرق الأوسط

قال سيباستيان فوكس، المدير العام لشركة أوتو داتا الشرق الأوسط: “يؤكد تقرير النصف الأول من 2025 أن سوق السيارات المستعملة في منطقة الشرق الأوسط بات أكثر ديناميكية وتعقيدًا مما كان عليه في السابق. صعود العلامات الصينية والسيارات الكهربائية، إلى جانب التحولات في تفضيلات المستهلكين، يفرض على كل من المشترين والبائعين تبني استراتيجيات أكثر ذكاءً ومرونة. لم يعد الاعتماد على البيانات مجرد خيار إضافي، بل أصبح ضرورة حتمية لإدارة سوق سريع التطور ومتغير.”

دور أوتو داتا الشرق الأوسط في دعم السوق

تواصل شركة أوتو داتا الشرق الأوسط تعزيز مكانتها كجهة رائدة في مجال الشفافية المعلوماتية بقطاع السيارات. حيث يخدم نظام تقارير المركبات (Vehicle Report) أكثر من 42,000 مستخدم ويتعاون مع أكثر من 40 مؤسسة كبرى في المنطقة. وقد تضاعف معدل الاستخدام اليومي لهذه المنصة ثلاث مرات، مع تأكيد 84% من المشترين أنهم لم يواجهوا أي مشكلات بعد الشراء، مما يعكس الدور الكبير الذي تلعبه أوتو داتا في بناء الثقة بين البائعين والمشترين ودعم اتخاذ قرارات شراء أكثر أمانًا وذكاءً.

توسع INEOS Automotive في الشرق الأوسط | Gea

مصنفة في:

أخبار, مقالات,